الجمعة، 4 مارس 2016

مكمن الخلل

نقد الأنظمةَ السياسية وبرامجَها مقبول لدى الناقد والمنقود، فيما الفرق الدينية تحرِّم وتجوِّز نقدها حسب حالها منقودة كانت أم ناقدة. وما أباح النقدَ السياسي اشتراكُ الناقد والمنقود في موطن ومصلحة، وهما مفهومان في نظر فرق الدين أدنى من المعبود والجنة، وعليه يكون نقد التمذهب أشد إباحة. ولأن مرجعية نقد النص السياسي عقلية، ولأن العقول في اختلاف، بينما مرجعية نقد النص المذهبي وحيية، فوقوع الاختلاف فيها عقلي لا وحيي، فيسوغ النقد إذن لكليهما. وطالما أن طريقةَ الفرقة أو مذهبَها هو البرنامج السياسي، وعقيدتَها هي النظام، والجنةَ هي المصلحة المرجاة من تطبيقهما، فألا تتطلب قبول تعريضهما للنقد؟! بلى. إذ لا ينتج عن الوحي الإختلافَ إلا ما تأثر منه بالعقل، وهذا مماس النقد، أما غرضه، إستظهار الوحي كما هو، والإنتقال به من وحي متأثر إلى وحي مؤثر.

الكويت في ٣٠ حزيران ٢٠١٥

ليست هناك تعليقات: