الأربعاء، 19 مارس 2008

الدكتور محمد صباح السالم و المنهج الجديد ..

نظراً لتفرغ العموم اليوم ترقباً لما ستسفر عنه الاحداث و الاخبار و الانباء المتناقلة ، و التي تمخضت عن حل دستوري سيتم الإعلان عنه في مساء اليوم - حسب ما تؤكد المصادر المختلفة - فلم نتمكن من كتابة هذا الموضوع في اثنائه ..

و لعل تأجيل كتابة هذا الموضوع إلى حين الانتهاء و التأكد من إسدال الستار عن فصل جديد من فصول مسرحية " التأزيم " كان خيرة لنا لطرح الموضوع في جو هادئ بعيداً عن التشنجات " البرلماكومية " و الاقوال المطبوخة من هنا و هناك و المضاف عليها بهارات الإشاعات ..

نأتي لتصريح وصف مؤخراً بـ " الدبلوماسي " ألقاه على مسامعنا الدكتور الشيخ محمد صباح السالم الصباح النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء و وزير الخارجية الكويتي المستقيل ، إذ علل سبب استقالة الوزراء بان " المرحلة الحالية تتطلب نهج جديد و معاملة جديدة " ..

و ليس بالخافي على المراقبين و المتابعين على حد سواء على ان التصريح اول مانطلق إليهم قد حمل تلميحات بنية لحل مجلس الأمة حلاً غير دستورياً و تكرار ملامح الاحداث السياسية في الثمانينات ..

لكن على ما يبدو ان هذه التلميحات ليست بالصحيحة إطلاقاً ، فالأحداث لا تنبئ بل تقر ان حل مجلس الأمة - إن حصل - سيكون بالطريقة المنصوص عليها وفق الدستور الكويتي فقط ، ما يعني ان هناك تلميحات أخرى ربما لم يسع المراقبين و المتابعين للتركيز عليها نظراً للتلوث البصري الذي عم الأجواء منذ تقديم الوزراء استقالاتهم إلى هذه اللحظة ..

ما هو هذا المنهج الجديد ؟ ، و لماذا صرح به النائب الثاني و لم يصرح به النائب الأول مثلاً ؟ ، بل لماذا لم يصرح به رئيس مجلس الوزراء الذي لا يزال على تكليفه إلى الآن ؟، هل هي قراءة مسبقة للحكم لما يريد تحقيقه من خلال النظام ؟ ، و هل انتهى الهدف المرحلي الذي على أساسه تشكلت حكومات ناصر المحمد صاحب النفس الإصلاحي ؟! ..

سأعود بالذاكرة عامين إلى الوراء ، وفاة سمو الامير المرحوم بإذن الله الشيخ جابر ، مجلس الوزراء يقدم طلب تنحية سمو الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله إلى مجلس الامة لظروفه الصحية عافاه الله منها ، سابقة ديموقراطية في تفعيل قانون توارث الإمارة ذو الصفة الدستورية و الموافقة على تنحية سمو الأمير الوالد و مبايعة مباشرة من قبل مجلس الأمة الكويتي لسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ، خلاف ظهر للعلن بين قطبي الأسرة الحاكمة لاستبعاد احد الاطراف من المناصب القيادية ادى إلى استقالة سمو الشيخ سالم العلي من قيادة الحرس الوطني ، شعب منقسم قطبياً و ترشيحات وصلت لدرجة الإعلان عن الشيخ احمد الفهد رئيساً للحكومة و اخرى عن الدكتور الشيخ محمد صباح السالم رئيساً لها ..

ثم بدأت مسرحية " التأزيم " بتأليف و سيناريو و حوار " برلماكومي " اسفرت خلال السنتين السابقتين عن مجلسين للأمة و ثلاث حكومات ، و الرابعة في طريقها و قد يسايرها مجلس امة ثالث ايضاً ..

الدكتور الشيخ محمد صباح السالم الصباح و النهج الجديد و المعاملة الجديدة قد تكون بالرجوع إلى الوراء قليلاً ، و دراسة الأحداث باستفاضة ، و التي من المحتمل ان تخرج نتائجها بان نسمع صفة " سمو رئيس مجلس الوزراء " تطلق على الدكتور الشيخ ، في عودة قوية لرئيس جهاز الأمن الوطني ، تاركاً مقعده لوزير داخلية سابق كان له صيته و لا زال ، و ليحتل وزير الديوان الاميري الحالي موقعه المهم في الحكومة القادمة ..

مجال التكهنات و التوقعات و الإشاعات أخذ منحاه و رسم طريقه نحو التمني بوجود هذا و خروج ذاك من التشكيلة من الآن ، بعد ان انتهت الانتخابات الاولى لمجلس الامة وفق الدوائر الخمس - على الاقل في نفوس الناس ، فالكل اعلن من هم نواب المجلس الجديد ، لكن يبقى قرار اختيار رئيساً لمجلس الوزراء بيد صاحب السمو امير البلاد المفدى ، و يبقى اختيار نواب مجلس الأمة بيد الشعب ..




الدكتور الشيخ محمد صباح السالم ، هل ستكون سموه القادم ؟ ..

هناك تعليقان (2):

the.thinker يقول...

يعطيك العافيه على الموضوع .. ننطر المزيد

sherbaka يقول...

مشكور يابوليد على هذا التحليل ولو اني لا ارى ما ترى حيث ان محمد صباح السالم ليس جاهز لتولي رئئاسة الوزراء حتى الان