السبت، 7 يوليو 2018

الكويت ٢٠١١

تحت المعرّف (ARCHITECT) دوّنت  هذا الرأي بتاريخ ٧ تشرين الثاني/نوڤمبر ٢٠٠٥ في منتدى الأمة.
وإليكم النص كما كُتِبَ في حينه.

لماذا الكويت؟
ولماذا ٢٠١١؟
أما الكويت فلأنّها وطني .. وطن النهار .. وطن الأمل..
وأما ٢٠١١ فلأنها السنة التي تعقب ٤ سنوات ستكون للمرأة فيها نصيب في عضوية مجلس الوزراء ومجلس الأمة..

كلّي ثقة أنّ ما لنساء الكويت من قوة وحنكةٍ إدارية ستنقلنا خلال الأربع سنوات -بدايةً من ٢٠٠٧- إلى تاريخٍ آخر .. ليس لضعف الرجل أو لاضمحلال ثقافته، لا .. فالمجتمع الكويتي ينبع من هؤلاء الرجال الذين صادقوا الله ما عملوا .. ولكن لأن النساء سيأتين بكامل حماسهن لتلك السنوات الأربع لما فيها من تحدٍّ عظيم للمرأة الكويتية اتجاه أختها واتجاه من يراها المخلوق الضعيف .. لكني أقول {إِنَّ كَيْدَهُنَّ عَظيمْ}..

لا يخفيكم سراً أيها الشارع الكويتي -برجاله ونسائه وأطفاله وشبابه وكبار السن- أن ما تعيشه الدولة الآن لهو ضعفٌ شديد..
لا يخفيكم سراً أيها الشارع الكويتي، أن ما وصلت إليه وزارات الدولة من مستوى لهو الدرك الأسفل..
لا يخفيكم سراً أيها المجتمع الكويتي أن ما نلقاه من تعليمٍ وثقافة أصاب أدمغتنا بالفزغ .. أصاب القلوب بالهلع .. أصاب الصفر الجليد..

عندما أتى دستور دولة الكويت، قسّم الحكم إلى سلطة تشريعية (مجلس الأمة) وسلطة تنفيذية (الحكومة) وسلطة قضائية (مستقلة) .. ووضع القوانين واللوائح التي تلزم بالعمل تحت الإطار الديموقراطي الذي فيه يحفظ الشعب حقوقه وتحفظ الأسرة الحاكمة حقوقها كونها جزءٌ من الشعب .. أليست هذه ديموقراطية؟؟

إن ما نراه الآن لهو تنقيح متعمد لدستور ١٩٦٢..
إن ما نراه الآن لهو تقييد لحريات ممثل الشعب..
إن ما نراه الآن لهو التفرد باتخاذ القرار..

عندما كنا ننادي برقابة الأجهزة الحكومية من عبث المتفردين بها..
عندما كنا ننادي: يا أبناء الوطن إن الوزارات ما خلقت إلا لكم فأنتم من له الحق بأن ((يبقى)) بها..
أصبحنا ننادي يا شيخ صباح أنجدنا .. فلا الكويت بقت لنا ولسنا كمن يريدالبقاء لها..

كنا نقرأ لعبدالله النوري والأنصاري ويوسف بن عيسى القناعي وفهد العسكر..
الآن أين هم؟؟ أين مؤلفاتهم؟؟ أين الماء المقطّر؟؟..

فيا أيتها الحكومة .. إننا نطالبك بالحزم .. فإذا الفساد انتشر .. وإذا الحق اندثر .. وإذا النهار كالليل استقر .. حينها لا قلبٌ سيخشع ولا عقلٌ سيبدع ولا حاجة من حوائج الدنيا إلا وكان لها الشر مقر..

إبدأوا بالتعليم فتعليمكم سرق الفكر من عقول الأطفال..
صاروا يسيرون مع الظلال .. فانتشر في القلوب الضلال..

نريد سياسةً تعليميةً تخرجهم من حيز الحفظ والاتباع .. إلى فلك التفكير والإبداع..

واعلموا أنكم إن أردتم التنقيح .. فبإشهار الأحزاب .. وبتقليص الدوائر .. وبأن تكون الحكومة منتخبة..
فبالأحزاب يبدأ العمل التنظيمي..
وبتقليص الدوائر تكون البداية لإعدام الشراء..
وبالحكومة المنتخبة نكون قد أنجدنا ماضي الكويت وانتشلنا الحاضر من واقعه وصنعنا مستقبلاً لدولة عظمى اسمها الكويت

يا أبناء الأسرة .. ما أنتم إلا رموزاً للبلد .. ما أنتم بآلهة تُعبَد..
ولأنكم رموزنا أبعدوا أنفسكم عن الشوائب والموبقات .. ولتكونوا الحكام في الفصل .. لا حكاماً في اتخاذ القرارات..

إننا الآن نعيش الثورة التي عاشها الأجداد في عهد المغفور له ابشيخ أحمد الجابر الصباح..
لكنها ثورة جديدة..
بداية أوصالها عام ١٩٨٦ .. عندما بدأ الحلم الكويتي بأن يكون ذات يوم منهج يسير وفق أطر كويتية أصيلة
وخلال عشر سنوات من بداية التجربة بدأ تطبيق هذه الثورة على الواقع .. والسنة القادمة ستكون العشر سنين الثانية لعمر هذه الثورة .. في العام القادم ستكون الانطلاقة نحو الوطن الكويتي الذي يتبع ابناؤه النهج الكويتي .. لا نهج محمد عبدالوهاب أو نهج حسن البنا بل هو النهج الكويتي..

فابشروا أيها الكويتيون .. فالحلم الذي طالما تمنيتموه سيصبح حقيقة..

ليست هناك تعليقات: