الاثنين، 26 يناير 2009

أصول الأزمة الإقتصادية الكويتية !! ..

كثيراً ما أبحث و احلل في الفكر الإجتماعي للمجتمع الكويتي الأول ، و ما طرأ على الفكر الإجتماعي الكويتي من تغيرات و تحولات ، إلى المرحلة التي وصلنا لها الآن . و في كل مبحث اخوض فيه ازداد قناعةً بأننا مجتمع تسيره الإرادة السياسية الخارجية ، و لا تأثير لأي قيمة إجتماعية على واقعنا السياسي الذي نريد ! ، و هذه مشكلة يجب ان تلتفت لها الأمة الكويتية لمعالجتها بأسرع وقت ممكن ! ..
في حين حققت المجتمعات المهاجرة و المستقرة على ارض الكويت توافقاً مبدئياً شعاره السلم و هدفه الأمان و الاطمئنان ، إلا ان تلك المجتمعات لا زالت مقيدة حول ماضيها ، هذا الماضي الذي تم استغلاله من قبل قوى سياسية مختلفة للتأثير على تلك المجتمعات بصورة او بأخرى ..
فقد تشكل الصراع السياسي داخل دولة الكويت بأشكال و صور عدة :
- صراع فئوي بين مجموعة العوائل و مجموعة القبائل . و كم غريب ان يكون هذا الصراع بين مجموعة اجتماعية واحدة ! ، فالعوائل الكويتية امتداد للقبائل العربية المنتشرة في شبه الجزيرة العربية ، ولكنها قررت ان تستقر من الترحل و ترك حياة البداوة لتسكن و تهدأ ، في حين قررت المجموعة الاخرى البقاء على الحياة التي عاشوها ، إلى أن قرروا اللحاق بأهلهم متأخراً جداً ! ..
جاء التأخر موازياً لظهور كميات كبيرة من مصدر انتاج الطاقة في العالم على ارض الكويت ، و ظهور صراع سياسي بين حكام تلك الأراضي ، و ما تبع هذا من قوة و ضعف و سيطرة و انتشار في ارض الجزيرة العربية ، فانقسمت الولاءات و الانتماءات . و في حين دعى الحكم الكويتي إلى ذوبان الجميع في بوتقة الأرض ، دعت الانظمة الأخرى لتعزيز العاطفة اتجاه القبيلة كونها المنشأ الأصلي و نظام حكم سابق ، و سكان ارض منبع النفط ! ..
- صراع طائفي بين المذهب السني و المذهب الشيعي . خلال مئة عام و اكثر بدأت علاقة بين سكان الكويت من السنة و الشيعة تقوم على احترام كل مذهب للآخر ، و توجت هذه العلاقة بتبرعات الكويتيين السنة لبناء حسينية آل معرفي ، حيث لم تكن في السابق الشعائر الحسينية حدثاً شيعياً ، بل كويتياً . لكن التحولات السياسية في المنطقة غيرت هذا المفهوم ، فبعد الثورة الخمينية في إيران تغيرت بعض الملامح الشيعية التي رافقها ردة فعل سنية ادت إلى إشعال فتيل الأزمات الطائفية في أي لحظة و مكان ! ..
و المغفل فقط الذي ينكر ان ردات الفعل مصدرها الفعلي هو خارج الحدود السياسية لدولة الكويت ..
- صراع آيديولوجي بين الحركات السياسية المختلفة ، و هذا الصراع خارجي المنشأ و تكون صورته بين التيارات السياسية المختلفة ..
و في خضم كل هذه الاحداث لا زالت السلطة عاجزة - او غير راغبة - في تكوين تيار سياسي كويتي المنشأ و الأصل و الفرع ، في حين قامت رغبات شعبية بتأسيس هذا التيار ولكن دون دعم مباشر من السلطة ، و يكون غرض هذا التيار توحيد صفوف المجتمع الكويتي و كسر كل الاعتبارات التي تحول دون جعل الفرد الكويتي كويتياً بالدرجة الأولى و الأخيرة ..
كل هذه الانقسامات و التعصبات و تريدون لإقتصادنا ان يكون بخير ! ، فنحن لا نعمل لكي يكمل بعضنا الآخر ، بل نعمل لكي يسقط بعضنا الآخر ، نعمل لكي يتفاخر بعضنا على الآخر . دافعنا للعمل ليس تحسين الإقتصاد ، بل الحسد ..
للأسف شعب غير واعي ، يملك من المال ما يملك ، يستعيض بالرفاهية عن الثقافة ! و لو استعاض بالثقافة عن الرفاهية لما سقطت البورصة قرابة الثلثين ..

ليست هناك تعليقات: