الأربعاء، 7 يناير 2009

ما كل ما يجول في الخاطر يكتب !! ..

خاطبني بالأمس معاتباً " أ لم تعد تكتب في مدونتك ؟ .. متى آخر مرة كتبت فيها ؟ " ، فجاوبته " أن مدونتي لا زالت موجودة " . إنني متلهفٌ للتدوين ، و لكن ، ما كل ما يجول في خاطر المرء يكتب ، ولا كل الحقيقة تكتب ..
و لأصارحكم القول ، إن الفائدة التي نجنيها من تدوين مشاهداتنا و آرائنا هنا لن يلقي له بالٌ إلا عشيرتنا الأقربون ، مع النوايا الخالصة لله في تقديم النصح و الدعوة و المساهمة لإصلاح الوضع الراهن إلا أنه على ما يبدو لا يوجد آذانٌ صاغية ، فبات و اضحى الجميع في سرمدهم يبحثون عن مصالحهم الآنية ، و ما عاد للدولة ولا للمواطنين أدنى اهتمام لا من قبل السلطة التنفيذية ولا السلطة التشريعية و الرقابية . و إني لأجد الكثير مما أفرده الإخوة الزملاء و الأخوات الزميلات في عالم المدونات ما يستحق الأخذ به و تثبيته ، و لا أعلم لما هذه الفوقية في التعامل معنا ! ، و كأننا جهلة لا نفقه من شؤون أمرنا شيئاً ..
إن آخر ما جاءت به الحكومة الموقرة من أفكار هو محاولاتها للسيطرة و التقييد على عالم الإنترنت من خلال مراقبة المدونات و المنتديات ! ، و لا أفهم لماذا تريد الحكومة ممثلة بوزارة المواصلات اتخاذ هذه الخطوة الغير مهمة على الإطلاق ، في حين أن هناك استحقاقات اكبر من مراقبة المدونات و هي التسهيل على المواطن من خلال التعاون مع شركات الإتصالات المختلفة . و كلنا رأينا ما قامت به شركة viva للإتصالات ، و لا أعلم ما إن كانت إدارة viva تملك ضغوطاً على الوزارة ام هي تسهيلات موجودة اصلاً فيما يتمنعن الأخرتان من تحسين خدماتهما للعميل ..
أوجه رسالتي لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح ، و أقولها بصريح العبارة ، أنا مواطن لم أبلغ سن الخامسة و العشرين ، و لا زلت طالباً في الجامعة و لم اتخرج بعد ، أنا يا سمو الرئيس لست متفائلاً بحكومتك الجديدة ، فأنا ابن الحكومات ، و ما انا عليه الآن إلا صنيعة الحكومات المتعاقبة ، و منها حكوماتك سمو الرئيس . تغنينا كثيراً بنفسك الإصلاحي و لم نرى من نمطك في اختيار حكومتك سوى تأكيداً لنقيض ذلك النفس . فقد بنيت حكوماتك على نظام المحاصصة ، و صُبَّتْ إختياراتك للوزراء فيمن كان يمثل الطائفة او القبيلة او التيار السياسي . فنواب الطوائف و القبائل و التيارات السياسية وجهوا سهام استجواباتهم لسموك ، فصرت أنت القشة التي بها سيقسمون ظهر بعير الكويت ! . و كلنا شاهدنا حكومتك الأخيرة التي استقالت و عمرها لم يتجاوز الشهر السادس بعد ! ..
يا سمو الرئيس ، إن شجاعة الإنسان لا تُعْرَفْ إذا حل في القلب مكانٌ للرهبة ، فلا ترهب الإستجوابات ، و أثبت إن حكومتك و اختيارك و طريقة اختيارك لوزرائك لا يشوبها شائبة من خلال مواجهة اعضاء السلطة التشريعية و الرقابية و أدواتهم الدستورية ، و اصعد المنصة ، فالمنصة ما صعد عليها شريفٌ إلا زادته شرفاً و عزة ، و ما صعد عليها مستفيدٌ على ظهر هذه الأمة إلا نكست راياته و أرغمت انفه بالتراب . ولا تنسى يا سمو الرئيس ان تقبل جبين المنصة امام الشهود ، لأنها ستجعل منك بطلاً وطنياً ..
يا سمو الرئيس ، لقد تغيرت مفاهيمنا كثيراً بعد قيادتك ، فما عاد " كلام الليل يمحوه النهار " بل صار " كلام النهار يمحوه النهار " . فقضية KDAW ليست الأولى التي أكدت من خلالها طريقتك في اتخاذ القرار ثم الرد عنه ! ، و قد بدأتها في عام 2006 بمشروع الدوائر الانتخابية الخمس ، و لا اتذكر مشاربع القوانين التي اقرتها ثم ردتها حكومتك ، [ و إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ] ، و لكن ما من حكوماتك يا سمو الرئيس إلا وبالاً و لعنة حلت علينا ..
يا سمو الرئيس ، لم أعد أهتم بحكومتك و اعضاءها ، بل أ تريد أن اصدقك القول ؟ ، أخاف أني لم أعد اهتم بالكويت ! ، و كل ذلك بسببك يا سمو الرئيس ..
أحمل شيئاً واحداً فقط :
( غرفات قلبي قد ملأها الحزن و الجدران سوداء لا تريد النفس إلا أن تفيض بساحة الأفراح )
لكن منتخبنا الوطني لم يقصر مع البحرين . أنا شخصياً لا أريد الكأس ، لكني أريد استمرار تلك الروح القتالية للأبد ، لأننا أهل الكويت أهل عزم و عزيمة . و طالما قد أفرحنا شباب الأزرق - اللهم افرحهم في الدنيا و الآخرة - فإنني بهذا الصدد أبارك لعموم الكويتيين عودة الازرق الذي نعرفه و نفتخر فيه . و يا ليتك يا سمو الرئيس تنظر إلى همة هؤلاء الشباب فتعطف عليهم بحنانك ، فهم لا يريدون منك إلا كلمة شكر لعظيم صنيعهم ..
( أنظر إلى العجب العجاب مساعداً قد طوع الأهداف بالإصغاء )

ليست هناك تعليقات: