الجمعة، 20 يونيو 2008

المريض دواه مر (4) ..

يعتبر التحالف الوطني الديموقراطي صاحب احدث دماء سياسية ، إلا إن " هلاليات " دمه الحمراء و الخضراء و السوداء سرعان ماختلطت الوانها بسبب صراعها الدائم على البروز ، فاختزل اللون الأسود باقي الألوان مشكلاً في جسد التحالف الحمى الصفراء التي تصاحبها عوارض غير صحية تتمثل في انقسامات داخلية سرعان ما تطفوا إلى العلن ..

بدأت العوارض الصحية في التحالف الوطني الديموقراطي منذ أن حل مجلس الأمة السابق ، فبدا واضحاً اختلاط الأوراق في إختيار المرشحين الممثلين للتحالف مما أدى إلى خسارة 5 مرشحين من اصل 8 دون تمثيل للدوائر الأولى و الثالثة و الإكتفاء بالثانية التي افرزت 3 نواب للتحالف فقط من أصل 4..

لا يشكك أحد في حقيقة إختيار المرشح و النائب السابق عبدالمحسن المدعج ليمثل التحالف في الدائرة الأولى كان على أساس إنتمائه لقبيلة العوازم التي تشكل ثقل لا يستهان به من ناخبي الدائرة ، في حين إنها امتنعت عن إختيار أي شخص من الطائفة الشيعية التي تعتبر الأغلبية في تلك الدائرة ، مع العلم إن قواعد التحالف من ابناء المذهب الشيعي كثيرين ، و منهم كفاءات لخوض الإنتخابات ..

الإدعاء بتمثيل التيار الوطني ، و الدعوة للعمل وفق القضايا الوطنية التي تحافظ على وحدة المجتمع من خلال ممارسة سياسية حققها و أصلها دستور 1962 لا يكون بتلك الطريقة في إختيار المرشحين ..

لننتقل إلى مرشحي التحالف في الدائرة الثالثة لنرى انعدام الخبرة السياسية لأعضاء التحالف . فاختيارهم لفيصل الشايع الذي نقض العهد الذي كان بينه و بين صلاح المضف - احد مؤسسي التحالف - في إنتخابات 2003 هو السقوط قبل السقوط ، فأرادوا تهدئة الشباب من خلال اختيارهم لخالد الخالد الذي يرفض ان ينضم لقائمة بها مرشح شيعي !! و لكن هنا تكمن الطامة الكبرى !! حيث ان التحالف يعلم علم اليقين بأن صالح الملا هو المرشح الأقوى لتمثيل الشباب ، فلماذا خالد الخالد و في هذا الوقت ؟! الجواب يملكه الخلاف الممتد بين خالد هلال و صالح الملا منذ ان كانا في قائمة الوسط الديموقراطي في الجامعة ..

اما الدكتورة أسيل العوضي ، فلن اتحدث عن اختيار التحالف لها ، إلا ان اختيارها قد يكون الحسنة الوحيدة التي قام بها التحالف في هذه الإنتخابات ، و لا بأس في القول إن المركز القوي الذي حققته الدكتورة - و هو المركز الحادي عشر متخلفة عن الدكتور ناصر الصانع بأقل من 1000 صوت - يعود بسبب الغيرة النسائية المتمثلة في خوض الدكتورة رولا للإنتخابات عناداً على التحالف الذي فضل اسيل عليها ..

عبدالرحمن العنجري شخصية جديدة ذو اطروحات فعلاً تستحق النظر ، لكن ان يكون فهمه لتعريف ( المحافظ ) على إنه من " يصلي و يصوم و يزكي و يحج و يذهب إلى العمرة " فهذه مشكلة وقع بها اكبر رأس في التحالف ، فما هو الحال في منهم اصغر منه ؟! ..

ما سبق كان قد تم قبل اقل من شهرين تقريباً ، اما ما يحصل الآن فهو اكبر !! ..

كيف يرضى أعضاء التحالف بالتصويت لنائب رئيس وصل المجلس عن طريق الإنتخابات الفرعية التي حاربوها و أيدوا خطوات وزير الداخلية في محاربة الفرعيات ؟! و جملة النائب علي الراشد " إحنا نعين و نعاون " للنائب فهد اللميع بعد فوزه للرئاسة تعني بشكل واضح إن التحالف قد صوت للميع ، فهل من تفسير لهذا التناقض ؟ ..

لم يكتفي التحالف عند هذا الحد ، فها هو علي الراشد يقدم استقالته من التحالف ثم يجمدها إلى حين انقضاء شهر رمضان المبارك ، بل يصرح بأنه لا يهتم لبن لادن و لا لليبراليين و العلمانيين !! و ها هو النائب محمد العبدالجادر الذي خاض الإنتخابات ضمن قائمة التحالف يصرح باسم امين عام المنبر الديموقراطي ، و ها هو النائب محمد الصقر يرفض حل المجلس لأن الإنتخابات مكلفة ، فهل اعلن محمد الصقر انسحابه المبكر من الإنتخابات القادمة ؟ ..

إنني أفهم الآن بأن خدعة " التحالف " هي للقضاء على التجمع الوطني و ارهاقه مادياً و معنويا ، و قد استغل المنبر ذلك الأمر احسن استغلال ، فها هو بنائبين له في المجلس ، اما التجمع الوطني فليس له إلا نائب واحد اعلن انسحابه مبكراً ..

" التحالف " هي الخدعة التي ركبها التجمع الوطني فانتهى ، و كانوا يريدون للقائمة المستقلة في الجامعة ان تركبها حتى تختفي ..

لذلك ادعو محبي التحالف إلى إعادة الأوراق و التنظيم و فصل المنبر الديموقراطي عن التحالف إن لم ينضوي ..

إلى لقاءٍ قريبٍ جداً ..

الأربعاء، 4 يونيو 2008

المريض دواره مر (3) ..


لا يخفى على أصغر المتابعين في الشأن السياسي الكويتي بأن الحركة الدستورية الإسلامية هي التيار الإسلاموي الوحيد - و لست أبالغ عندما كتبت الوحيد - المنظم تنظيماً حزبياً عالي المستوى عند اخمص خط هيكلته المتمثل بالمؤيدين مروراً بالكوادر انسحاباً إلى اجنحتها الطلابية و الاجتماعية حتى رأس الهرم الهيكلي المتمثل بالأمانة العامة للحركة ..

ولا خلاف ، بل إجماع منقطع النظير أن السبب الرئيسي لهذا التنظيم يعزونه السياسيين إلى الترابط الآيديولوجي بين الحركة الدستورية الإسلامية و حزب الإخوان المسلمين المحظور في شتى بقاع المعمورة العربية ..

و لكن ما يهمني عند ذكر الحركة الدستورية الاسلامية هو توجيه نقد عام لممارسات هذه الحركة التي حولتها في نظر المواطن الكويتي البسيط إلى حركة متكسبة تبحث عن الصالح الخاص و لا غير هذا الصالح الذي يستفيد منه مجموعة ترابطت آيديولوجياً ثم ترابطت اجتماعياً حتى خلقت لها مدينة خاصة لها مناطق خاصة و شوارع خاصة فيها مؤسسات خاصة و وظائف و مناصب خاصة حتى باتت دولة خاصة داخل الحدود السياسية لدولة الكويت ..

و حتى اكون منصفاً و عادلاً و لأكسب نصي روحاً من الحيادية أقول : يعيب على الحركة الدستورية الاسلامية إنها - و من خلال مكتبها النيابي في المجلس - تحاول ان تتكسب مصلحياً من الحكومة مستغلة الإستجوابات التي يقدمها النواب للوزراء ، حيث انها تفرض نوعاً من المقايضة السياسية فيما بينها و بين الحكومة من خلال ان تصوت مع الوزراء على ان تقدم الحكومة تنازلات تقوي من مصدر قرار الحركة في الدولة . و هذا استنتاج سببه ان المكتب النيابي للحركة يتأنى قبل استصدار قرار الإعدام السياسي بحق الوزراء ..

شخصياً لا اعيب هذه الممارسة للمكتب النيابي للحركة لأنها دليل على رقي المفهوم السياسي لدى نواب الحركة الدستورية ، و لأن العقل لا يقبل استصدار حكم قبل المداولات ، و بالتأكيد لن ينسحب هذا الأمر على عموم مرشحيها ، إلا أن إحسان النية مسبوق دائماً ما لم يأتي دليل يؤكد ما يعيب ..

هذه الحركة استطاعت و من خلال قدرتها الإعلامية الهائلة على صبغ نفسها صبغة الملاك الذي يصيب دائماً و لا يخطئ !! و هذا لعمري منافي لواقع الحياة البشرية المليئة بالمغالطات من كل انواعها ، و لن تكون المغالطات الأخلاقية بعيدة عنها إلا إنها تظل ذات طابع شخصي لا يجوز ان يعمم ..

الغريب في الأمر أن نفس الحركة لم تستطع السيطرة على الجماهير الغاضبة خاصةً في فترة الإنتخابات فأظهرت توتراً يعيب ممارستها و خبرتها في مجاراة العمل السياسي و الناخبين ، إلا إنها هذه المرة أخفقت كثيراً و لم تستطع حتى إقناع ناخبينها في الدائرة الثالثة - و لن اعتبر نجاح جمعان الحربش نجاح للحركة - بأن الإشاعات و المغالطات التي انتشرت ضدها ما هي إلا اوراق يستغلها البعض لضرب الحركة إنتخابياً و ان هذه الاوراق لا تمت لا للواقع و لا للحقيقة بصلة . و لم تقم الحركة حتى بتوضيح الأوراق بل توجهت إلى القضاء مباشرة !! ..

أين المرض الذي أصاب الحركة ؟ ..

إنظروا معي إلى جمل مقتبسة من موقع الحركة نفسها " ونسعى لتحقيق ذلك من خلال الممارسة السياسية والأدوات البرلمانية والوسائل المشروعة ضمن الإطار الدستوري ووفقا لقاعدة ( أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) " ..

فالممارسة السياسية و الوسائل المشروعة ضمن الإطار الدستوري تبيح لي نقد الحركة حتى و إن اخطأت ، فلماذا التوجه للقضاء ؟! و أين تطبيق الآية السابقة من منهاج الحركة ؟! ..

الغريب عندما اكملت قراءة ذات الرابط عن الحركة انظروا ماذا وجدت !! " أعلنت قوات التحالف في 26/2/1991 عن تحرير الكويت نهائيا من براثن الاحتلال الغادر ، وبعدها بشهر كانت الحركة تعقد مؤتمرها الأول معلنة عن نفسها وبدء نشاطها ، ولقد جاء إعلانها في فترة شهدت إختلالا سياسيا لغياب سلطة الحكومة بعد التحرير مباشرة ..... لقد تولد في ظل هذه الأجواء تيارا شعبيا غاضبا ومتذمرا " ..

وضعت الفقرة حتى يتم فهمها بالشكل المطلوب و يمكنكم الرجوع للرابط للتأكد !! ..

تقول الحركة الدستورية الاسلامية إن هناك تيار شعبي غاضب متذمر تولد بعد التحرير بشهر - و هي تقصد نفسها بالتأكيد !! و ما اعرفه و يعرفه الكثيرين و عايشه الكويتيين ان التحرير كان كالماء البارد الذي يتسرب إلى الجوف في ظهيرة صيفٍ مشمسٍ و حار ، و ما كان الحوار آنذاك إلا الشكر الحزيل لكل من ساهم في تحرير ارضنا و لم يكن هناك تيار غاضب ..

هذه الفقرات تذكرني في بيان تونس الشهير الموقع في 9\9\1990 بين اتحاد طلبة الكويت بقيادة الإئتلافية صغيرة حدس في الجامعة و بين اتحاد طلبة تونس الذي كان بقيادة حزب الإخوان المسلمين و الذي وصف فيه الغزو العراقي الغاشم بـ " الخلاف " بين " الكويت " و العراق !! بيان موقع من ممثل الطلبة الكويتيين لا يقر بأن الكويت دولة و لا يقر بالغزو و يطالب في احد بنوده بإجراء إنتخابات عامة ..

أ تعلمون لما الإنتخابات العامة ؟ إنها لإختيار رئيس الدولة !! و كأنه لا وجود لدستور نص في مادته الرابعة على أن الكويت إمارة وراثية في ذرية مبارك الصباح ..

الحركة " الدستورية " الإسلامية تقوم بممارسة سياسية ضمن ما يشرعه الدستور ، او هذا ما ذكروه في موقعهم ، فبالله عليكم أين هو هذا الدستور الذي يدعوا إلى عمل إنتخاب لمنصب الإمارة ؟! ..

الغريب إن الحكومة لم تحرك ساكناً إتجاه قيادة اتحاد الطلبة الذي لا زالت مسيطرة عليه ذات القائمة التي قادت الاتحاد في سنة 1990 و وقعت بيان تونس ، و لا نعلم الأسباب !! ..

قد يقول البعض ان الحركة لا يوجد تمثيل لها في الجامعة و ان قياسي هذا خاطئ و هو جهل مركب ، و لكن ادعو تلك الأصوات - إن تجرأت - إلى مراجعة مقابلة الأمين العام للحركة الدستورية الاسلامية عندما سئل عن بعض مواقف الحركة المبهمة فأجاب بأن الحركة مواقفها واضحة و معلنة و يمكن الرجوع إلى أدبياته و استراتيجياتها المتمثلة في اتحاد طلبة الكويت ..

نصيحة للحركة الدستورية الإسلامية ، إذا وددتم رفع قضية جديدة على المدونة فأهلاً و سهلاً ، و لكن لترفعوا قضية على انفسكم لأن ما أعقب عليه مصدره موقعكم ..

يبدو أن مرضى الدواء المر صاروا كثر و لذلك ترقبونا في الحلقة القادمة ..