السبت، 26 أبريل 2008

المريض دواه مر (2) ..


ما هو الداعي لإقامة التأبين ؟ و هل المبررات التي ساقها كلٌ من النائبين السابقين و المرشحين الحاليين عن الدائرة الأولى السيد عدنان عبدالصمد و أحمد لاري هي فعلاً مقنعة و نابعة عن عقلية و إرادة كلا النائبين ؟ ..

إستناداً لمبدأ الحريات ، فإنه لا مانع من أن تقوم أي مجموعة بإجتماع لتخليد ذكرى شخصية عامة عربية أو إسلاموية ، سياسية كانت أو دينية . و لكن تكمن المشكلة الحقيقية في هذا التأبين إن الشخصية المؤَبَّنة هي شخصية مشتبه فيها إقلاق و تأزيم و ترهيب الكويت و الكويتيين ، و تهديد أمنها و إستقلالها !! ..

بالنسبة لي على الأقل ، فإنني لا أشك أبداً بأن النية السياسية هي الدافع وراء مشاركة عبدالصمد و لاري في التأبين ، فالحل لا شك بأنه كان قريباً آنذاك ، و إن تم ، فإن دائرتهم قد توسعت ، و طائفتهم المذهبية تتوزع حول تيارات و مراجع مختلفة ، و عليه يكون موقف التحالف الإسلامي الوطني حرج جداً إن لم يكن هناك قضية سياسية يستند عليها في الإنتخابات ..

مالذي جناه التحالف الإسلامي الوطني سياسياً من التأبين ؟
تم طرح هذا السؤال ذهنياً مراراً و تكراراً ، و لكن توابع ما حدث كانت هي الإجابة الكافية ، و لولا فضل الماكينة الإعلامية المصاحبة و التي جرَّت خطأ أو خطيئة مجموعة سياسية على مذهب بالكامل ، و على إثر ذلك صار التحالف الإسلامي الوطني ممثلاً رسمياً للمذهب الشيعي في الكويت !! و لاخوفٌ على مرشحيه و لا هم يحزنون ، فهم و بفضل قناة الوطن ، و إنجرار الكويتيين المتعصبين للكويت خلف القناة ، نصبوا عبدالصمد و لاري في عضوية مجلس الأمة من جديد من حيث يعلمون او لا يعلمون !! ..

لا يساورني أي شكٍ بأن إلتقاء المصالح بين المؤبنين و أصحاب الماكينة الإعلامية هي ركيزة أساسية في إنطلاق كافة الأحداث ، و إلا كيف يجانب النصر كلا الفريقين في معركة التأبين ؟ فهل يجوز ان ينجح الشيخ أحمد الفهد بتقسيم التكتل الشعبي من خلال التأبين ، و أن ينجح عبدالصمد و لاري في تنصيب نفسيهما ممثلان عن الطائفة الشيعية بالكامل ، و تجديد عضويتيهما في مجلس الأمة ، في حين أنهما خاضا ذات المعركة كطرفين متخاصمين ؟! ..

ما هو المرض الذي ذكرناه في هذه الحلقة ؟ و ما هو دواءه ؟
هو مرض إلزامية إستناد المرشح لقضية سياسية معينة ليقنع فيه الناخبين بأنه خير من يمثلهم في البرلمان الكويتي !! و تكمن مرارة دواء هذا المرض حين يتم كشف السيناريوهات كلها بالكامل سواء من خلال التحليلات او من خلال المستندات الرسمية ..

رسالة إلى سيد عدنان عبدالصمد و أحمد لاري :
بالأمس بعتما تكتلكم داخل مجلس الأمة و ساهمتما بإنقسامه سياسياً ، ضحيتكم القادمة ستكون من ؟ ..

الجمعة، 25 أبريل 2008

المريض دواه مر (1) ..



كلنا رأينا هذه الصورة التي تداولتها الصحف ، المجلات ، المنتديات ، المدونات ، بل و تناقلتها الأيادي في الديوانيات ، و ربما قد قام " أبو لهب " - تبت يداه - بتكبيرالصورة و بروزتها و تعليقها في إحدى جدران الديوانية المتعدية على أملاك الدولة !! ..

لا شك بأن " أبو لهب " و من شاركه و أيده فيما فعل هم أحد المرضى الذين تجرعوا الدواء المر ، فهم لم يتحملوا تطبيق القانون و إجراءاته ضد الفرعيات التي تعودوا على إقامتها تشريفاً و تعزيزاً و كرامةً لتيارهم " السياسي " ، عفواً ، العرقي ألا و هو القبيلة ..

هوجمت الحكومة الكويتية لتطبيقها القانون الذي تم نعته بالطبقي ، و كذلك تم نعت من صوت عليه بالطبقيين الباحثين عن إذلال القبيلة !! ، و لا أعلم كيف و متى أتانا هذا الطرح الدخيل ، إلا إنه بالتأكيد أن من يأخذ بهذا النوع من الطرح و الحوار على أساسه هو مريض يستحق أشد العقوبات القانونية لأنه يأخذ من تقسيم و شق النسيج الكويتي كسلم يتسلق عليه للوصول إلى تمثيل الأمة ، أو الجزء الممزق من الأمة ..

أعلم ، بل متيقن تماماً أن مجتمعنا صغير و أطيافه تتلاقى بنسب او بصداقة متجذران ما بين أبناء العوائل و أبناء القبائل ، لذلك فقد أستطيع ان أغض النظر عن معيار العلاقة الإجتماعية في التصويت .

و لكن بعد 45 عاماً من التجربة الإنتخابية ، ألم تتغير تلك المعايير ؟ وصلنا للمرحلة التي بتنا نريد فيها التصويت لقوائم إنتخابية و ليس لأفراد ، و أصبح البرنامج الإنتخابي هو أساس تأييد قائمة عن أخرى ، إلا أن البعض لا زال متمسكاً بمعيار العلاقات الإجتماعية ، و يريد إدارة الإنتخابات وفق الدوائر الخمس كما كان يديرها وفق الدوائر الخمس و العشرين !! ..

أثق تماماً بأن بوادر التغيير ستنطلق من الأطياف التي لا تعترف بالفرعيات ، و أدعو أبناء القبائل الذين لا يعيرون للفرعيات أية إهتمام لا في السابق و لا الآن ان يكسروا هذه العادة التي لم يجبل عليها مجتمعنا المتحاب المتآخي .

يبقى السؤال المهم هو : ما الذي جعل " أبو لهب " - تبت يداه - ان يمد تلك اليدين على العقيد الكندري و هو يقوم بواجبه الوطني المتمثل بتنفيذ القانون ؟ و ما الإجراءات القانونية التي إتبعها العقيد و وزارة الداخلية و القوات الخاصة لردع ذاك المريض و قطع يديه ؟ و كيف السبيل لمنع خلق من هذه الشواهد مرة أخرى ؟ ..

رسالة إلى الحكومات السابقة :
نحن نعيش صنيع غاياتكم التي لم تكن في صالحنا أبداً ، و الردة الشعبية لا زالت حية لحماية عقدنا الإجتماعي من التلف ، و ليعلم كل من أراد بفتك العقد الإجتماعي و طحنه و تمزيقه إن الدور قادمٌ له ليتم فرض إحترام ذلك العقد عليه ، إن لم يكن باللين ، كان بالقوة ، شاء من شاء و أبى من أبى ..

إنتظرونا في الحلقة القادمة !! ..

الأحد، 13 أبريل 2008

ها قد بدأت المعركة !! ..

بادئ ذي بدء ..

أود شكر مدونة بيت القرين لإعلانها عن مدونتنا المتواضعة ، و هذا يدل على التعاون بين الزملاء المدونين و المدونات ..

ها قد بدأت المعركة الإنتخابية بين المرشحين مع إعلان مرسوم فتح باب الترشيح لإنتخابات مجلس الأمة ، و أقول إنها معركة ستخلوا من أي نوع من أنواع التنافس الشريف ، فالإشاعات رتبت زاوية المجلس و تنتظرن الكذب الإنتخابي لكي يدير الحوار فيما بينهن !! ..

و لا أكتب ما أكتب نتيجة إحباط إو يأس لا سمح الله ، بل هو واقع معاش و تجربة خضناها في أكثر من إنتخابات برلمانية منذ أن كنا أطفالاً في المرحلة الإبتدائية ، حيث كنا " نتخطرف " بين مقرات المرشحين لتجميع معلقاتهم و تعليق الأجمل على صدورنا . و عندما انتقلنا للمرحلة المتوسطة و بدأنا نلتزم في ديوانية كبير العائلة أو صغيرها ، و نجهزها و نرتبها و نعد العتاد و العدة لاستقبال المرشحين الضيوف . و حتى بعد بلوغنا المرحلة الثانوية حيث بدأ تجييشنا للإصطفاف مع إبن العائلة ، أو نسيبها ، او صديقها ، او لمرشح التيار الذي جير جمعيتنا التعاونية لمصلحته في استغلال طفولتنا في تربيتنا بمنهجيته و كما يريد ، كأننا لسنا أبناء عوائل محترمة تعرف كيف تربي أبناءها على الدين و العادات و التقاليد !! ..

و حتى في مرحلتي الجامعية التي لا زلت أعايشها نكداً تلو النكد ، و أملاً بعد الأمل ، و إنضمامي للحركة الطلابية الكويتية من خلال إحدى القوائم التي أتشرف إنني صرت إحدى قيادييها و خضت من خلالها تجربة الإنتخابات في الجامعة سواءاً كمرشحاً لوفد المؤتمر لإنتخابات الإتحاد الوطني لطلبة الكويت او من خلال انتقالي بين مناصبها حتى بلغت أعلاها في كليتي . بل كانت هي الخطوة لمتابعة السياسة و معرفة التكتيكات و اسلوب التعامل مع المنافسين و الخصوم ..

لقد تجرعت السياسة حتى بت قنوعاً أنها مؤلمة ، كألم العشق حينما تشربه من كأس الحب ، اللذيذ المر !! ..

كيف نمارس السياسة الآن ؟ سؤالٌ تم طرحه مراراً ، ليس لأن من يطرحه ساذج او قليل معرفة ، بل لأنه أراد أن يغير المفهوم الذي تشربناه بأن السياسة هي الخدعة حينما تصل لأقصى مستوياتها ، او تعريفٌ يتناقله البسطاء بين بعضهم البعض يفسر السياسة بأنها اللعب على كل الخطوط و الحبال !! فوصلنا للمرحلة التي نشاهد فيها نائباً يمثل الأمة و يصوت لقضيةٍ ما ليس من باب القناعة ، بل من باب الضغط الشعبي من قبل ابناء دائرته الإنتخابية . بل وصلنا للمرحلة التي بتنا نلقب فيها هذا النائب بالوطني و الشعبي و الشجاع ، و بتنا نغفر له مثل تلك الخطيئة بحجة أن " السياسة تتطلب هذا التصرف " !! و لأنه وطني و شعبي و شجاع فإن عودته للمجلس ضرورة حتمية و لو كانت بالتسلق بالمقلوب ، ولا بأس أن يكون مبدأ صديقنا النائب " الغاية تبرر الوسيلة " طالما إنه صديقنا !! ..

يا سياسيين ، كيف يكون النائب وطنياً و شعبياً و شجاعاً طالما أن مبدأه هو الغاية تبرر الوسيلة ؟ ..

و على ما سبق أريد التأكيد ، أنه يجب على نواب مجلس الأمة وفق الدوائر الخمس أن يكونوا وطنيين و شعبيين و شجعان دون المبدأ السابق التالف الخَلْقْ و الخُلُقْ . لأنه يعزز فينا الفكر و الفلسفة و الآيديولوجية المادية في الوقت الذي نأخذ بيد الحكومة لكشف من يشتري الذمم من خلال المال السياسي ..

سوابق سياسية نعايشها هذه الأيام ، فتحت لنا أوسع أبواب التكهنات لللإنتخابات الحالية , فوزارة الداخلية ضربت بعنف الفرعيات القبلية فحولت الكويت و مناطقها السكنية إلى ثكنات عسكرية تملؤها الرهبة ، و كأن الهيبة الحكومية التي يحاول أن يخفيها البعض - لحسن معاملة رئيس الحكومة مع السلطات الأخرى - لا تعود إلا بهذه الطرق ، التي أثبتت أنها فاشلة تماماً ، فلا القبائل تخلت عن الفرعيات ، و لا الداخلية أتت بنتائج إيجابية ..

سابقة سياسية أخرى جعلت التحالف الوطني الديموقراطي أول تيار يخوض الإنتخابات الحالية و ضمن مرشحيه إمرأة آكاديمية ، و يعلن عن إسمها في أصعب الدوائر الإنتخابية منافسة ، و كأنه يتحدى بثقة جميع المناهضين له ..

سلسلة " المريض دواه مر " باتت قريبة جداً ، و نتمنى أن تضيف على النقد إيجابية فريدة من نوعها ..